وأفادت وكالة مهر للأنباء، ان في طهران بدأت أعداد غفيرة من المواطنين السير من شارع "انقلاب" (الثورة) نحو ساحة "انقلاب"، منددين بأعمال الشغب التي ارتكبت اخيراً ورافقها جرائم بحق المواطنين ورجال الشرطة وانتهاك حرمة مقدسات دينية ومساجد في طهران ومدن اخری. وأكد المشاركون وقوفهم مع الجمهورية الاسلامية والنظام رافضين مشاريع الاستكبار التي تهدف الى النيل من النظام الاسلامي.
وخرج أهالي أصفهان وشيراز بمسيرات عارمة عمت ارجاء المدينة ونددت باعمال الشغب والاعمال المهينة للمقدسات الاسلامية. كذلك خرج أهالي محافظة مازندران شمال ايران بتظاهرات واسعة نندوا فيها باعمال الشغب واهانة المقدسات الاسلامية والقران الكريم. كذلك الحال مع أهالي مدينة ياسوج، وبندر عباس وقم المقدسة وقزوين الذين خرجوا بمسيرات كبيرة رفعوا فيها شعارات منددة بأعمال الشغب ومؤيدة للجمهورية الاسلامية الايرانية.
أهالي مشهد خرجوا بدورهم في مسيرات مماثلة واعلنوا استعدادهم لاستقبال زوار الإمام الرضا (عليه السلام) وبأنهم لن يسمحوا بأي إزعاج في استقبال الزوار وإثارة الشغب وقد أثبتوا ذلك بدماء شبابهم.
مشاركة حشود الشعب الايراني في هذه المسيرات بشكل عفوي دون ان تصدر لهم أوامر رسمية بالمشاركة، تدلل على أن هذا الشعب متماسك وموحد وواعي لكل المؤامرات التي تحاك ضده وضد بلده، ولن تنطلي عليه مؤامرات كهذه، وهذه ليست هي المرة الاولى التي تواجه الجمهورية الاسلامية منذ قيامها وحتى اليوم، مؤامرات ودسائس مختلفة من دول كبرى واقليمية، دون ان تنجح في اسقاط هذا النظام الذي يبدو انه ازعج كل دول الاستكبار ودول الرجعية التابعة لها.
فالشعب الذي استطاع الصمود امام حرب طاحنة لثماني سنوات وحصار مطبق وقصف بانواع الاسلحة التقليدية والمحرمة دوليا، كيف لا يستطيع ان يتجاوز تطبيل الغرب واعلامه الاعمى لمجموعة من مثيري الشغب والمغرر بهم، خرجوا باعداد مخجلة للغرب، لم يفعلوا شيئا سوى التخريب والاضرار بالامن المجتمعي والتسبب بخسائر مادية بالاملاك الخاصة والعامة، ولم تحمل اي مشروع وطني او رؤية وطنية، بل كيف تريد اقناع الناس بالمستقبل في الوقت الذي لم ير الشعب من اعمالهم سوى الذبح والقتل والترهيب والتخريب والتعدي على المعتقدات؟
اللافت في هذه المسيرات ان المشاركين كانوا من مختلف الفئات العمرية والمستويات الاجتماعية ومن اطياف الشعب المختلفة، فترى الشيخ وترى الشاب وترى الطفل، ترى إمرأة ملتزمة بشكل كامل بحجابها واخرى اقل منها حجابا، تجد الفقير وتجد الغني.. وهذا ان دل على شيء فيدل ان الغالبية العظمى من الشعب ترفض هذه الممارسات الشاذة والقتل والتخريب والاساءة للمقدسات، وان هذه الغالبية تؤيد نظام الجمهورية الاسلامية القائم، بعكس ما تروج له دول الاستكبار وماكناتها الاعلامية الضخمة.
ويبدو ان الولايات المتحدة والكيان الاسرائيلي ومن لف لفهما من الدول الاوروبية والاقليمية بعد ان عجزوا عن تحقيق اهدافهم بالسياسة والدبلوماسية والمكر والخداع والضغوط الاقتصادية والنفسية، وجدوا ان لا سبيل لهم لتجربة طريقتهم القديمة مرة اخرى، علهم يفلحون، ولكن هذا يدل ايضا على انهم لم يفهموا الدروس السابقة ونسوا الصفعات التي تلقوها في كل مرة جربوا فيها الاساءة والتعدي على الشعب الايراني.
مسيرات اليوم وجهت عدة رسائل، داخلية وخارجية، داخلية لمثيري الشغب والمخربين بأن عددهم لا يكاد يرى بالمجهر نسبة بالعدد الذي خرج تأييدا للجمهورية الاسلامية، خارجية للدول المعادية لايران التي كانت تروج الى ان الشعب الايراني لا يريد النظام القائم وبأن النظام "في أسوأ ايامه" كما تروج قنواتهم الصفراء، وبأنه لم يعد لديه مؤيدين.. وهذه تعتبر صفعة اخرى يتلقاها اعداء ايران والشعب الايراني، ولكنها قد تكون الاقوى من حيث النوع والتوقيت وحجم المؤامرة.. فهل سيتعظ اعداء ايران من الدروس ويعتبرون من الصفعات؟ ام سيظلون يجربون حظهم العاثر؟
/انتهى/
تعليقك